زمان كانت التلفزة كتطفى قبل منتصف الليل.. كنبقى نتصنت للراديو ديال جدة اللي كتطلقو بصوت خافت حدا وذنيها حتى يديني النعاس.. الإذاعة الوطنية كانت حتى هي كتبرمج شي أغاني تسمعهم من هنا و يديك النعاس بيه فيه.. أغاني بحال ديال الرايسة خدوج تلگريشت ولا الرايس اوموراك بقاو ديما لاصقين في الذاكرة ديالي من داك الوقت، و وقتما سمعتهم نتفكر جدة الله يرحمها..
و حيث كنا كندوزو النهار كامل في الجرا و اللعب و التحنقيز في الزناقي ديال دوار مبارك اوعمر و بين البحاير ديال تمازارت و طريق سيدي ميمون، ما كتوصل وقت النعاس حتى كنطيحو كاو..
أول مرة اكتشفت السحور كان بالنسبة ليا بحال ايلا غير كنحلم.. كنت ناعس ما بيا ما عليا، حتى بديت كنشم ريحة واحد مولاتي تاطاجينت طيرات النعاس من عينيا بخطرة..
تگعدت شوية، بان ليا الضو ديال الكوزينة شاعل و التقرقيب د المواعن مرة مرة كيهرس السكات د الليل.. آش اوا واقع؟ في الأول كنت خايف نوض من بلاصتي و جاوني للراس سبعين فكرة ديال أنني غادي نلقى تما شي جنون كيتعشاو ولا شي وحش غير غا يشوفني غاينقز عليا و يهنشرني..
حاجة وحدة اللي ردت فيا الروح و خلاتني نزعم نحيد الفرصاد باش كنت مغطي و نمشي نطل نشوف آش واقع: الصوت ديال جدة كتهضر مع الوالدة و مع مرات عمي.. تما ترجلت و مشيت نتسْكّْل على صباع رجليا حتى وقفت عليهم في الكوزينة.. جدة؟ ما تسكارت؟ ما جيت فين نكملها حتى نقزات الوالدة و مرات عمي من بلايصهم و قالوا بصوت واحد : بسم الله الرحمن الرحیم! الوالدة تخلعات لدرجة كون ماشي جدة و مرات عمي كون كليت ما كلا الطبل نهار العيد.. تغطيت مور جدة و حلفات للوالدة لا ضرباتني في هاد نصاصات الليل، حشومة غير الجيران "مقار د العار" وااااه!!
فكاتني جدة بحال ديما و بقيت لاصقها واخا عيات ماتقول لي امي نمشي نرجع ننعس.. انا بقيت غا ساكت، و في خاطري كنقول و الله ما نتفاك حتى نشوف فين غادي تلى هاد تاطاجينت! واه تعشينا بالشعرية و ماطيشة و دابا القضية ولى فيها الطاجين، الخشونة هادي !!
بقيت لاصق جدة، مغطي بطرف ديال الملحفة ديالها و مكمش حداها، و الوالدة ما بغاش يتسرط ليها التحدي و الإصرار ديالي..
شوية ها عمي جا حتى هو و جلس للطبلة و ما شافني حتى قالت لي جدة نوض غسل يديك تاكل معانا.. سير ابنتي يا جدة، لهلا يخطي علينا و صافي.. ها الكلام ماشي سير تنعس! بغيت نوض شوية تفكرت امي مازال في الكوزينة و خفت ندخل نغسل يدي و تطير عليا بقجة و آش جا ما فكني منها.. اللي خاف نجا، و هاد القاعدة صحيحة و مجربة.. قلت لجدة داكشي اللي دار في راسي و هي تنوض مسكينة على وعدها و سعدها و مشات معايا حتى للكوزينة و غسلت يديا و رجعت معاها و الوالدة مازال كتگمگم و كتتحلف عليا ملي ما سمعت كلامها.. و أنا اللي في راسي في راسي : نضرب ديك تاطاجينت و ايلا بغات الموت تجي من بعد مرحبا بيها..
و هذا ما كان..
كانت طويجينة ديال المعزي، المرقة ديالها معسلة و ريحتها تحيي الميت.. الخضرة مستفة ما تقول غير شي فسيفساء ديال عصر الاغريق و الحبات ديال الجلبانة مشتتة من الفوق و في الجناب.. و شوية ديال الكمون و البزار مرشوش من الفوق.. البطبوط يالله طايب و مازال كيطلق الفوار ديالو فاش قطعو عمي.. ما حشمتيش أمي؟ بغيتي تحرميني من هاد الخير؟ علاش أودي؟ آش درت باش نستحق هاد العقوبة؟
الحمد لله ملي كاين الله و جدة..
ضربت ما تيسر من داك الخير و شربت كاس ديال اتاي و ما تگرعت حتى تستويت تحت الفرصاد ديالي، و نعست واحد النعسة ما عمرني ما نعست بحالها في حياتي..
الغد ليه، فقت ناشط هو هاداك، و ما فيا لا جوع لا والو و ما قدرت كاع نفطر مع ولاد عمي.. دازت مدة قبل ما نتفكر آش وقع بالليل..
و انا نازل في الدروج شداتني الوالدة و قالت لي : غير بلاتي عليك حتى نسالي ليك، باش نوري لوالديك ما تسمع كلامي ! و الله و تقول شي حاجة لختك ولا ولاد عمك حتى نقجك!!
صافي الوالدة كوني هانية و الله ما نقول والو لشي حد..
قلتها ليها بكل صدق و نية، و فعلا مالي مسطي نقولها ليهوم باش يزاحموني في داك الخير..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا و ليس أمرا، اترك تعليقك هنا..