في السبعينات و الثمانينات و الى حدود بداية التسعينات، البيكالة او البشكليط كانت شي حااااجة عند الناس.. كانت وسيلة نقل للناس و للبضائع..
مازال كنعقل على "أمغار" الله يرحمو منين كان كيدوز من قدام دارنا، جاي من جهة سيدي ميمون متوجها نحو إنزكان.. راكب بيكالة تستاهل تتحط في متحف من كثرة ما كانت قدييييييمة و مسالية.. ما كان فيها لا كاردبوات (واقيات العجلات) ولا أضواء ولا فرانات.. و المميز في البيكالة ديالو هي ديك بورط باكاج الكبيرة اللي ركبها فوق الرويضة اللورانية و اللي مدور عليها بزاف ديال الاحزمة المطاطية اللي مصاوبة من شامبريرات قدام مقطعين على شكل أشرطة كيزير بيها السلعة باش ما تطيح.. بعض المرات، كان كيدير على ديك بورط باكاج واحد الكوربة (صندوق) د الميكة كحل كيدير فيه بيدوات د الالمنيوم داير فيها شي بركة د الحليب كيبيعو حتى هو.. كذلك، كان كيهز عليها دوك الربطات ديال القزبور اللي كيبيع في السوق في إنزكان و يرجع جايب معاه بضعة دراهم معدودات، كانت كافية باش يعيش هو و الاسرة ديالو معيشة الكفاف و العفاف.. معمرني عقلت شفتو طلب شي حاجة ولا مد يديه لشي واحد من بعض الأعيان اللي كانوا كيتقضاو حتى هوما من حانوت خالي عدلين..
كل صباح، كيدوز أمغار بكري.. كايبيدالي بشوية عليه و قبل ما يبان ليك داير من الفيراج اللي بعد بحيرة بومعزة، كتسمع التقجقيج ديال البيكالة ديالو.. ملي كيرجع من السوق، ضروري يدوز عند اعراب السيكليس التاريخي ديال درب مولاي عمر باش يزيت ليه السنسلة و يزير البيدالات مقابل دعوة بالرحمة للوالدين.. الدراوش كيعيشوا مع الدراوش، و ما يحس بالدرويش غير خوه.. كنهضر على الثمانينات، أما دابا الدعوة تخلطات و الزمان تبدل حيث تبدلو ماليه..
الدراوش هوما أسعد خلق الله على وجه الأرض.. و فاش كنتفكر شخصية أمغار، كنزيد نتأكد أن هاد الكلام صحيح.. رغم الظروف الصعبة فاش كان مسكين عايش، رغم قساوة الحياة معاه، رغم الظروف الصحية ديالو.. رغم كل شيء، معمرني عقله عليه كيتشكى ولا كينتقد الأوضاع.. كان قانع و راضي بالوضعية اللي عايش فيها و تقدر نقول كان مرتاح فيها بزاف..
كنعقل على مقتطفات من الحوارات الكوميدية اللي كانت كتدور بينو و بين خالي عدلين و عمي محمد و بعض مرتادي الحانوت.. كيما قلت من قبل، البسطاء عندهم واحد القدرة خارقة على صنع سعادتهم من والو.. لوكان تعرفوا شحال د الضحك و المتعة و الأوقات الرائعة اللي كانوا هاد الثلاثة -و معاهوم آخرين من نفس الفئة الاجتماعية- كيدوزو في الحانوت، و الله حتى تتعجبوا كيفاش كيقدرو يضحكوا واخا ظروفهم كانت على كف عفريت و المخير فيهوم عندو عشاء ليلة و فطور الغد يجيبو الله..
و من كثرة ما كان تواجد أمغار و عمي و اصحابهم في الحانوت ممتع، كان عزيز عليا نكون معاهوم و نستمتع بداك الجو الرائع ديال الضحك و الكوميديا اللي كيخلقوه.. خالي عدلين و عمي كانوا كيجريو عليا باش ما نسمع شي هضرة هاكا ولا هاكا تقدر تخرج منهم، كنت كنخرج من الحانوت و نبقى مخبي مورا الفيترينة طالق وذيناتي استرق السمع لكلامهم و نبسط معاهوم..
و من أروع اللحظات اللي كانوا كيخلقو فيها الفكاهة، هي منين كيلعبو ضاما و تبدا تشوف جوانب خفية رائعة من شخصيات عمي محمد و خالي عدلين، كانت مخبية وراء الصرامة اللي كتفرضها عليهم الروابط الأسرية و ظروف الحياة.. أمغار كان قاهرهم في ضاما، يعياو ما يحاولو معمرني عقلت غلبوه، و كان ديما شديد و ديما كيضحك عليهم حتى كيبانو دوك جوج انياب اللي مازال معلقين في فمو..
منين كيقرب المغرب و يبدا يطيح الظلام، أمغار خاص يتحرك يروح لدارو.. كيمشي بالزز ما ساخيش يخلي صحابو.. كيهز بيكالتو و يدير في الصندوق الخلفي ثلاثة د المحراشات، رابعة ديال اتاي و قرعة صغيرة د زيت العود و يركب فوق السرج د البيكالة اللي مغلف بهيضورة و يبدا يبيدالي بالعرض البطيء.. يبدا يبعد شوية بشوية حتى ما يبقى يبان منو والو وسط الظلام ديال طريق سيدي ميمون..
البيكالة كانت وسيلة النقل الأساسية و الوحيدة ديال أمغار، مرة واحدة اللي عقلت شفتو راكب الطوبيس، هي فاش مسكين مرض و مشا للسبيطار في إنزكان.. و ملي امغار كيمشي عند الطبيب، خاص تعرف انه ماشي غير مريض، ولكن صافي راه كيحتضر..
*ملحوظة: امغار اللي كنهضر عليه لا علاقة له بحارس الدراجات اللي كان قدام البلدية و اللي مات في ظروف جريمة قتل غامضة بحي مولاي عمر.
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا و ليس أمرا، اترك تعليقك هنا..