"حتى الپارفان رآها پارفان بحال الريڤدور بحال كوكو شانيل ههه"
يقول صديقي الحبيب وهو يعقب مازحا على تعليق إحدى صديقاته..
و لأنني حريص على قراءة كل ما استطيع مما يكتب أصدقائي المقربون على جدرانهم في هذا الفضاء الازرق، فإنني لم افوت فرصة قراءة تدوينة صديقي محمد.. و لأن الصدف تحكم مقاليد الأمور بيد من فولاذ، فإن نظري وقع مباشرة على مفردة "الريفدور" من بين كل الكلمات التي توشح شاشة الهاتف..
دونما قصد، و بشكل لا شعوري وجدتني أفكر في ماهية الريفدور بالنسبة لي.. لماذا أنا معجب به؟ لماذا أحرص دوما على أن تكون لدي على الدوام قارورة منه؟ لماذا أحرص على شمه بانتظام؟ لماذا يسافر بي كل مرة اشمه إلى عوالم بعيدة؟ لماذا ينفض غبار الذكريات، و يوقظ وحش الحنين ليمزق دواخلي و يبث الفوضى فيها؟
بلا تردد، كتبت تعليقا تحت تعليقه الساخر، بعدما وسمته بوجه غاضب (زعما زعما).. و كتبت ما يلي :
مال الريفدور؟ هو من أروع العطور التي شممت.. عبقه يذكرني بالصيف حينما يجيء والدي بعد عام في الغربة بعيدا عنا.. أكتشف تفاصيل وجهه، احملق فيه كرجل غريب حل ببيتنا، و سيظل معنا مدة شهر.. يذكرني الريفدور بتقاطر الضيوف على بيتنا و ترحيب والدي بهم من خلال رشهم بالريفدور الذي جلبه معه من فرنسا، حيث قضى أجمل أيام عمره بعيدا عن امي و عني و إخوتي.. الريفدور هو عنوان باريس بالنسبة إلي و لفئات واسعة من أبناء المهاجرين الذين استدرجهم موغا، فانساقوا ورائه و وراء انبهارهم بعالم جديد انساهم احراش تامازيرت و غبارها و قحطها و قصر ذات اليد فيها.. الريفدور هو باريس الحقيقية، من وجهة نظري كإبن حرم من أبيه.. ل
شانيل و إيف سان لوران و غيرها من دور العطور و الازياء و الموضة لن تنسيني الحقيقة المرة يا صديقي.. باريس هي المنفى الاختياري الذي قضى فيه أبي عمره بعيدا عنا، قبل أن يعود كهلا، وَهِنًا، عليلا..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا و ليس أمرا، اترك تعليقك هنا..