خنشة السكر : موروث ثقافي في الطريق نحو الاندثار

 ملي تلقى راسك طفل عايش في ايت ملول، كيكون مفروض عليك تكون عبقري و مبدع في إبتكار وسائل الترفيه.. ما عندك بديل من غير أنك تخلق السعادة ديالك بالتعاون مع اقرانك.. و كما قلت سابقا، مستحيل تبقى بلاش.. 

نهار اللي ما يكون عندنا ما يدار، كنا كنتجمعو و نطلعو جهة تيران بوعدي و نحاولو بجميع الطرق الممكنة نجبدو الصداع مع ايت تامازارت.. و لأجل ذلك، فإن جميع الطرق مشروعة، المهم خاص تنوض الحرب و ربي كبير.. غالبا كتنوض بدون مقدمات كثيرة.. أصلا، ملي كنتافقو نديرو الحرب، كنا كنمشيو مستعدين.. ها اللي جايب معاه جباد "سلاق" (مصنوع من شامبرير) و اللي محترف راه عندو جباد "كاري".. الاغلبية كيكون عندهم إما ذراعهم ولا جايبين قطع قماش يستعملونها كمقلاع لرمي الحجارة أبعد ما يمكن.. الصغار كان لهم دور الدعم، من خلال توفير الحجارة مختلفة الاحجام للمحاربين.. و الحقيقة أن ولاد تامازارت كانوا حتى هوما محاربين اشاوس لا يستسلمون بسهولة.. مرة كتكون الغلبة لينا حنا اولاد مبارك اوعمر و كندفعوهوم حتى كنوصلو إلى مشارف اطلال تيكمي أورومي (دار النصراني)، و مرة هوما اللي كيغلبونا و كيتبعونا حتى يوصلو للشانطي ديال سيدي ميمون التي كانت تعتبر الحد الفاصل بيننا و بينهم.. و لسنوات عديدة، كان من سابع المستحيلات أن يجرؤ أحد أبناء دوار مبارك اوعمر بالذهاب إلى تامازارت وحده و العكس صحيح.. و شحال من مرة حصلنا شي واحد من ولاد تامازارت دايز من السيكتور ديالنا و اكرمنا وفادته.. 

هادشي يقدر يبان لأولاد هاد الزمن عجيب و غريب، لكن في ذاك الوقت كان عادي جدا.. و كانت النعرات بين الأحياء عادية.. و التيران ديال بوعدي شاهد على عدد من المعارك التي اندلعت بعد مباريات كرة القدم التي كانت تجرى هناك.. شحال من مرة دابزو ولاد المزار مع ولاد الحرش، و ولاد اسايس مع ولاد الجرف.. و شحال من الأصدقاء لا زال يحمل آثار (دمغة ناتجة عن حجر جاءه من حيث لا يحتسب.. الشيء الجميل في ذاك الوقت هو معمرنا استعملنا أسلحة بيضاء في نزاعاتنا.. ايلا تكرفصتي تجيك شي "بينتة" (ركلة) ولا بونية (لكمة) و ايلا زهرك مكوز تجي فيك شي حجرة و تكمد "أبوج" و صافي..